القائمة الرئيسية

الصفحات

 

كيف تُفعل قانون الوفرة ؟


كيف تُفعل قانون الوفرة؟

الله خلق هذا الكون ووضع له قوانين لتوازنه وهي تعمل سواء عملت بها أم لا، وقانون الوفرة أحد هذه القوانين الكونية.

 

ما هي الوفرة:

هي تواجد أي شيء بمقدار كبير لا يخطر على بالك، فالله سخر الكون كله وبكل ما فيه لنا، لذلك لا يمكن أن تُحصى كمية الأشياء في هذا الكون، عدد حبات الرمال، جزئيات الهواء، جزئيات الماء، هناك المليارات من الكائنات المجهرية حولنا في هذا الكون، كم عدد الخلايا في جسم الإنسان؟، خلايا الدماغ وحده ما يقارب 100مليارخلية عصبية ومن الممكن أن تكون أكثر من ذلك فما بالك بباقي خلايا الأعضاء الأخرى؟، كل ذلك وفرة في الخارج وفي داخلنا، فالوفرة هي اللانهائية، فالكون مليء  بكل هذه العطايا والمزايا، فلا شُح في الكون ولا في الحياة، والله تكفل برزق الجميع، يقول سبحانه وتعالى "وفي السماء رزقكم وما توعدون* فورب السماء إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون"، وروى مسلم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: ( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ) .

 

ما هي النُدرة؟

هي الإيمان بأن الفرص والخير محدود، فعليه يكون الصراع والتسابق والخوف من نجاح الآخرين، فمن لديه عقلية الندرة يبخل على الآخرين بمعلوماته وتجاربه وخبراته خوفاً أن يأخذوا مكانته، لأنه يعتقد أن الخير والفرص لا تكفي لذلك يحتفظ بها لنفسه، فهو دائما في قلق وتوتر وخوف من ضياع أي فرصة عليه ويحمل الضغينة على نجاح الآخرين فهو يرى أنه تهديد له ولنجاحه، يكون أناني غير متعاون لا يهتم إلا لمصالحه والفوز لهو وحده فقط.


كيف تُفعل قانون الوفرة وتجعله يعمل لصالحك؟ كيف تتدفق الوفرة في حياتك؟

أولاً: يجب أن نتفق أن الوفرة تتواجد في أي شيء في هذا الكون ومن حولنا في الصحة، السعادة، الرزق، الحب، العطاء، البركة، الجمال، الفرص... وغيرها، فكل شيء يتوفر ويتزايد فهو يفعل قانون الوفرة.

ثانياً: لا يوجد شُح في الكون ولا في الحياة، فالكون في توسع وازدياد لا يتوقف وكل ما فيه يتفاعل مع بعضه البعض.

ثالثاً: الشُح الذي ينافي الوفرة هو الشُح في الفهم ويكون من التجارب والمعتقدات التي تترسخ لدى الشخص فربما مر بتجربة مريرة خرج منها بمعتقد ( لا يوجد خير في الناس أو الشر يملئ العالم )، أو البرمجة من البيئة التي يعيش فيها الشخص فربما تربى في بيئة ترى أن ( المال وسخ دينا أو الفلوس تغير النفوس )، من ما يولد لدي الإنسان مشاعر وعقلية النُدرة والقلة والشُح.

رابعاً: الله سخر الكون بكل ما فيه للإنسان وجعل كل شيء في هذا الكون يعمل بأنظمة وقوانين سواء كان كبيراً أو صغيراً، وهذا مبدأ يسري في حياة الإنسان وفي كل ما حوله، حتى الجماد الذي يصنعه يضع له نظام تشغيل وقواعد معينة لتفعيل نظام التشغيل، وهذا ما يحدث في الكون فله أنظمة وقوانين اذا اتبع الإنسان خطوات التفعيل لأي قانون ما يُسخر له ويتدفق في حياته.

وهذه بعض الخطوات المهمة في تفعيل قانون الوفرة:

تغيير المعتقدات والأفكار:

 تخلص من كل معتقداتك عن النُدرة والمحدودية في الخير والمال والسعادة وغيرها، قم بعملية تنظيف لكل المعتقدات السلبية عن الوفرة لديك، وابدأ ببناء معتقدات عن الوفرة والكثرة واللامحدودية التي تقودك الى طريق الوفرة في حياتك، ويمكنك تنظيف هذه المعتقدات السلبية باتباع التمرين التالي:

ضع جدولاً يحتوي على عدداً من الخانات واكتب في كل خانة المجال الذي تريد فيه الوفرة كالمال، السعادة، الصحة، النجاح.... الخ، ثم ابدا في كتابة معتقداتك السلبية والإيجابية عن كل مجال وضعته في خانته الخاصة به، ثم قم بتنقية المعتقدات الإيجابية وكتابتها في ورقة أخرى، أما السلبية منها بدلها بإيجابية وأضفها مع الإيجابية حتى تصبح لديك ورقة مليئة بالمعتقدات الإيجابية، بعد ذلك اقرأها كل يوم وكررها بإحساس ومشاعر حتى تترسخ في عقلك ..

مثلاً في خانة الزواج

صعب أن أتزوج وأجد شريكة حياتي. سلبي بدله

  من السهل جداً أن أتزوج وأجد شريكة حياتي كما أريد. إيجابي

الزواج متعة وسعادة. إيجابي. 

"لو غيرت أفكارك ينتج عن ذلك تغيير لحياتك كلها". ابراهيم الفقي

 

 الرضا والقبول:

عندما تركز على النعم التي تمتلكها بإيجابية وتمتن لها تخلق القبول والرضا في نفسك عكس الرفض والتذمر على ما أنت عليه.

والشعور بالرضا ينقلك الى السلام الداخلي والراحة التي تخرجك من الخوف والقلق من عدم تحقيق ما تريد الوصول اليه ولكي تحصل على الرضا والقبول ابتعد عن المقارنة بينك وبين الآخرين.

استمتع بالنعم التي لديك واشكر الله وركز عليها لا على ما ينقصك من النعم، فتركيزك عليها يمنحك الشعور بالرضا والقبول والشكر، والامتنان يعطيك الزيادة والبركة في النعم قال تعالي: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )، وابحث أيضًا عن كل ما يسعدك  حتى وان كان صغيراً.

ابحث عن نقاط القوة لديك فإنّ نقاط القوّة في شخصيّة الإنسان هي التي تدفعه للعمل بإصرارٍ للوصول الى النجاح والتألق، وان كنت لا تملك نقاط قوة في شخصيتك فعليك أن تسعى لاكتسابها، مثل الحزم والجدية والصدق والثقة بالنفس والاصرار والتحدي، تعرف أيضاً على مواهبك التي تميزك عن غيرك ومارس هواياتك فكل هذه تمنحك السكينة والطمأنينة والشعور بالرضا.

تحلى بالصبر وتعلم أن كل الصعاب والعقبات والمشاكل حتماً ستمضي وتنتهي في صالحك، فأنت تكتسب منها الخبرة والمعرفة التي تقودك للنجاح.

"الخير كله في الرضا فإن استطعت فارضَ وإن لم تستطع فاصبر". عمر بن الخطاب

 الاستحقاق:

كلما كنت على وعي أنك تستحق كل ما تريد من مال وحب وسعادة وغيرها كلما استحققت الوفرة والزيادة في ما تريد، وعليك أن تستوعب أن الله خلق وسخر هذا الكون بكل ما فيه لك وجعلك خليفته في الكون لتنعم به وفق قوانينه وأنظمته، فكلما ازدادت الثقة بالنفس ازداد الاستحقاق، واليك هذا التمرين الذي يمكنك من رفع استحقاقك بنفسك: دون انجازاتك كلها السابقة واضف لها كل انجاز تقوم به مهما كان صغيراً وضعها في دفتر بجانبك اقرئها كل يوم قبل النوم، هذا التمرين يعزز لديك الثقة بالنفس ويمنحك الاستحقاق..

 

العطاء قبل الأخذ:

 قال تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "، تريد الحب أعطي حباً تريد المال تصدق من مالك وهكذا.

لأن العطاء الصادر من القلب يكون مصحوب بمشاعر قوية وفياضة كالحب والبهجة والقبول، وهو المفتاح الذي يفيض عليك بالمقابل بالوفرة بكل أشكالها والسلام الداخلي.


"أن تعطِ مما تَملِكُ فإنك تعطي القليل، أما إن تَهِبَ من نفسِك فهذا عين العطاء". جبران خليل جبران


اجعل قلبك عامر بالتوكل على الله وحسن الظن به والمشاعر المبهجة، ثق بنفسك وبقدراتك وتسخير الله كل شيء لأجلك، وستحصل على الوفرة وعلى كل ما  تريد بإذن الله.


 ملخص كتاب مئة سر بسيط من أسرار السعداء | رابط شراء الكتاب

 

 

 


تعليقات